
متالعات – السودان اليوم – شهدت المعابر الحدودية بين السودان ومصر ازدحامًا غير مسبوق مع تزايد أعداد السودانيين العائدين من الأراضي المصرية، في وقت يتزامن مع الانتصارات الميدانية الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة السودانية، لا سيما تحرير ولاية الخرطوم وعدد من المناطق الحيوية، ما أوجد حالة من الأمل والارتياح لدى العائدين بعد فترة طويلة من المعاناة في الخارج.
وفي إطار جهود الحكومة لتسهيل عملية العودة، أعلن وزير النقل السوداني المهندس أبو بكر أبو القاسم عن اكتمال جميع الترتيبات اللازمة لنقل السودانيين العائدين من جمهورية مصر العربية، وذلك عبر الباخرة “سيناء” التي ستتولى تنظيم رحلات منتظمة من مدينة أسوان إلى مدينة وادي حلفا، إضافة إلى توفير خيارات بديلة عبر النقل البري، بما يتيح للعائدين خيارات مرنة وسهلة تتناسب مع ظروفهم.
وأشار الوزير في تصريحاته لوكالة السودان للأنباء إلى ضرورة مراجعة السفارة السودانية في القاهرة من قبل الراغبين في العودة الطوعية، حيث سيتم تحديد مواعيد السفر وفق ترتيبات دقيقة تضمن تنظيم العملية بانسيابية تامة. كما كشف عن انضمام باخرة إضافية إلى الخدمة قريبًا، في خطوة من شأنها تعزيز القدرة الاستيعابية وتسهيل حركة العودة الجماعية.
وأكد أن العمل متواصل بوتيرة متسارعة في تجهيز الرصيف النهري لتسريع عمليات النقل عبر النيل، مع ضمان توفير سعة كافية تسمح للعائدين بنقل أمتعتهم ومستلزماتهم دون أي معوقات، مشيرًا إلى أن الدولة حريصة على تأمين سبل الراحة والسلامة لهم طوال الرحلة.
وتأتي هذه التسهيلات الحكومية في وقت بالغ الأهمية للكثير من السودانيين الذين اضطروا إلى مغادرة البلاد خلال الفترات السابقة، حيث بدأت ملامح الاستقرار تعود تدريجيًا إلى بعض المناطق، ما يشكل بارقة أمل جديدة وفرصة حقيقية لبدء مرحلة جديدة من العودة وإعادة الاندماج في المجتمع، وسط دعم رسمي يعكس الإرادة الجادة في تخفيف معاناة المواطنين وتيسير انتقالهم إلى وطنهم بأمان وكرامة.