أبو فاطمة عمار حسن ✒️ زيارة إلى ماليزيا وتجربة تربوية ملهمة

في زيارتي إلى ماليزيا، قصدتُ إحدى المدارس للتعرّف على نظامها التعليمي كنموذج لمدارس العاصمة كوالالمبور.
وقد وجدتُ أن هذا النظام لا يقتصر على تلقين المعلومات، بل يهدف إلى صناعة تلميذ متميّز من جميع الجوانب: العلمية، السلوكية، والنفسية.
🔹 أعظم ما لفت انتباهي هو ذلك الاهتمام العميق بالجانب النفسي للطالب، والحرص على معرفة شخصية كل تلميذ بدقة، لتحديد الطريقة الأنسب في التعامل معه. فهناك من يناسبه الحوار، وهناك من ينفع معه الحزم، وآخر قد يحتاج أسلوبًا تحفيزيًا خاصًا.
💡 ومن هنا أيقنت أن ماليزيا ما وصلت إلى هذا التقدم إلا بعد توفيق الله، ثم باعتمادها على الاستثمار الحقيقي في المورد البشري، والاهتمام بالنفوس قبل العقول. فبناء الدول يبدأ أولًا من بناء الإنسان.
✍️ ولأنني باحث ومهتم بالجانب النفسي والاجتماعي، لمستُ قيمة هذا التوجّه أكثر. وتذكرتُ واقعنا الأليم في السودان، يوم كنا طلابًا في المدارس.
لقد عرفتُ طالبًا كان يدخل في حالة خوف شديد بمجرد سماع صوت الأستاذ، حتى إنه أخبرني أنه تبول على نفسه من الرهبة! ثم لم يلبث أن ترك الدراسة نهائيًا بسبب قسوة المعلم وشدّة أسلوبه.
❗ هنا يظهر الخلل بوضوح:
الاقتصار على العقاب البدني فقط مضرّ وهدّام.
والتساهل المفرط أيضًا يضيّع هيبة التربية.
🔑 إن الحل يكمن في الاعتدال والتوازن، مع مراعاة اختلاف نفسيات الطلاب وطرق استجابتهم للتعليم والتأديب.
📢 لذلك، فإنني أوجّه دعوة صادقة إلى أن يكون في مكاتبنا ومدارسنا اهتمام جادّ بالجانب النفسي والاجتماعي للطلاب، فهو الركيزة الأساسية المرافقة للعلم، وعنصر النجاح الأهم للمعلم، والمفتاح الحقيقي لتقدّم الأمم.
✍️ أبو فاطمة عمار حسن 💫💫