وزير التربية يتعهد للمعلمين ويكشف عن تطورات بشأن المرتبات
متابعات - السودان اليوم

متابعات – السودان اليوم – أكد وزير التربية والتعليم المكلف في السودان، الدكتور أحمد خليفة عمر، أن قيادة الدولة أبدت تفهمًا عميقًا لأهمية التعليم ودور المعلم المحوري، مشيرًا إلى تجاوب واضح من الجهات العليا بضرورة إعادة ترتيب الأولويات الوطنية، بحيث يتصدر التعليم والمعلم قائمة الاهتمامات.
وشدد الوزير على التزامه بالدفاع عن حقوق المعلمين، كاشفًا عن حوارات جرت بينه وبين وزير العمل حول تحسين أوضاع مرتبات المعلمين.
وأوضح خليفة، خلال حديثه أمام كبار المصححين بمدينة الدامر، بحضور مدير الإدارة العامة للامتحانات الأستاذ عماد الدين عبدالقادر، والأستاذ طارق محمود الأمين العام للنقابة العامة لعمال التعليم، أن الدستور السوداني خصص نسبة 30% من ميزانيات الولايات للرواتب، في حين أن 80% من العاملين بالولايات هم معلمون، الأمر الذي يفرض على الولايات الالتزام الكامل بدفع مستحقاتهم المالية. واعترف الوزير بصعوبة وتعقيد هذه القضية، لكنه أكد مضي الوزارة قدمًا في البحث عن حلول فعالة تضمن تحسين أوضاع المعلمين.
وأشار الوزير إلى أن المعلمين، رغم التحديات التي واجهوها خلال الحرب التي شنتها المليشيا المتمردة، ورغم عدم صرف رواتبهم في مواعيدها، إلا أنهم أبدوا حسًا وطنيًا عاليًا، وشاركوا في أعمال امتحانات الشهادة الثانوية، مؤكدًا أن هذا العمل القومي يجسد إخلاصهم للوطن، ويبعث برسالة صادقة بأن المعلم هو العمود الفقري لنهضة البلاد.
وأضاف خليفة أن الوزارة استطاعت تنظيم امتحانات الشهادة الثانوية وسط ظروف قاسية، بفضل الجهود الاستثنائية التي بذلها العاملون بإدارة الامتحانات، وعلى رأسهم المدير العام.
وأكد أن فرحة الطلاب وأسرهم تكتمل بإعلان النتائج، وهو ما يتطلب التزام المصححين بالدقة والأمانة والسرعة، لأن مستقبل الطلاب يمثل أمانة في أعناقهم.
كما حث الوزير المعلمين المشاركين في التصحيح على تجنب أي تسييس للعملية، مشددًا على ضرورة أداء المهمة بروح المسؤولية والعدل، مع الالتزام بسرعة إنجاز التصحيح لضمان إعلان النتائج في الوقت المحدد.
من جهته، أكد الأستاذ عماد الدين عبدالقادر، مدير الإدارة العامة للامتحانات، ثقته في قدرة المعلمين على إتمام عملية التصحيح بدقة وسرعة، مطالبًا إياهم بالتركيز على العمل وعدم الانشغال بأية أمور جانبية قد تؤثر على سير العملية.
ولفت إلى أن الوزارة وفرت الاستحقاقات المالية اللازمة، مشيرًا إلى أن إدارة الامتحانات حرصت على راحة المعلمين، من خلال تجهيز 6 آلاف سرير ومرتبة بكامل مستلزماتها، بتمويل من ميزانية الامتحانات التي وفرتها وزارة المالية.
وأشار عبدالقادر إلى أن هذه الترتيبات جاءت تقديرًا لجهود المعلمين، الذين واجهوا تحديات جسيمة بسبب الحرب، مؤكدًا أن الوزارة بدأت العمل من الصفر، ونجحت في تحقيق رغبة الوزير الراحل محمود الحوري في انعقاد الامتحانات رغم الظروف الأمنية.
وذكر أن انعقاد الامتحانات في هذا الظرف الصعب أظهر إصرار الطلاب على نيل حقهم في التعليم، مستشهدًا بقصة الطالبة شمس الحافظ، التي سافرت من دارفور إلى أبشي، ثم إلى أنجمينا، ومنها إلى أديس أبابا وبورتسودان، حتى وصلت إلى عطبرة لأداء الامتحان، ما يعكس عزيمة الطلاب وتمسكهم بمستقبلهم.
بدوره، أكد الأستاذ طارق محمود، الأمين العام للنقابة العامة لعمال التعليم، أن النقابة بدأت مبكرًا في تجهيز 10 مراكز للتصحيح و40 مركزًا للسكن، مع تشكيل لجان تفتيش لضمان جاهزية هذه المرافق. وشدد على سعي النقابة لتوفير بيئة مريحة تسهم في إنجاز عملية التصحيح بكفاءة.
كما دعا محمود إلى استثمار هذا الحدث التعليمي الكبير، والاستفادة من خبرات المعلمين المشاركين في إعداد أوراق علمية تناقش قضايا القياس والتقويم، بغرض تطوير العملية التعليمية. وأكد أن النقابة تتابع سير العمل ميدانيًا، وأن أبوابها مفتوحة لمعالجة أي مشكلات تواجه المصححين.
وفي الختام، تعكس هذه التصريحات حجم التحديات التي تواجه قطاع التعليم في السودان، لكنها في الوقت نفسه تبرز صمود المعلمين وحرصهم على أداء رسالتهم رغم الأوضاع القاسية، ما يعزز أهمية استمرار دعم الدولة لهذه الشريحة، باعتبارها الركيزة الأساسية للنهوض بالوطن.