متابعات – السودان اليوم – أكد خالد عمر يوسف، المعروف بـ”خالد سلك”، أن السودان يمر بمرحلة خطيرة من التفتيت والتشظي، أخطر من مجرد التقسيم إلى دولتين. وأوضح أن الوضع الحالي يُغذَّى باستمرار الحرب، مما يؤدي إلى تفاقم الاستقطاب السياسي والاجتماعي والعسكري، فضلًا عن تصاعد الجرائم والانتهاكات، وهو ما يعزز أصوات الداعين إلى التقسيم واليائسين من إمكانية التعايش المشترك.
وأشار يوسف إلى أن الحرب تهيئ البيئة المثالية لتحقيق مشاريع التقسيم، حيث تصبح البلاد أكثر عرضة للتدخلات الخارجية التي تستغل الانقسامات الداخلية. وأضاف أن محاولات فرض سلطة أمر واقع في بورتسودان وطرح “ميثاق نيروبي” لتشكيل حكومة جديدة لا تساهم إلا في تعقيد المشهد السياسي بدلاً من حله.
وشدد على أن وقف الحرب يمثل أولوية قصوى للحفاظ على وحدة السودان، لكنه لا يعني التغاضي عن الجرائم أو الإبقاء على الأوضاع المشوهة التي أدت إلى اندلاعها. ودعا إلى إطلاق مشروع وطني حقيقي يوحد السودانيين على أسس عادلة، يضمن جيشًا وطنيًا موحدًا بعيدًا عن الانتماءات الحزبية، ويرسخ نظامًا سياسيًا يعبر عن جميع مكونات المجتمع دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو الجهة.
وأكد يوسف أن تحقيق هذا الهدف ممكن عبر الحوار والطرق السلمية، دون الحاجة إلى مزيد من العنف وسفك الدماء. وطالب بتوحيد الجهود الشعبية للضغط على أطراف النزاع لوقف القتال فورًا، واتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين، وإعادتهم إلى ديارهم، وتوفير الخدمات الأساسية، في مسار يفضي إلى سلام حقيقي ومستدام.
