مجـ..ـازر الديوم الشرقية.. جـ..ـرائم مروعة تُفاقم معاناة الخرطوم وتفجر الغضب الشعبي
متابعات - السودان اليوم

متابعات – السودان اليوم – تصاعدت انتهاكات مليشيات الدعم السريع في منطقة الديوم الشرقية بالخرطوم، حيث شنت خلال اليومين الماضيين مداهمات واسعة استهدفت منازل المدنيين، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ووفقًا لبيان صادر عن لجان مقاومة الديوم الشرقية، فقد أُصيب ما لا يقل عن عشرة أشخاص بالرصاص الحي في المناطق المحيطة بتقاطع فارس والساحة الشعبية، خاصة في حيي برتي والعطا، بينما تمكن بعض المصابين من تلقي العلاج بعد نقلهم إلى خارج المنطقة.
لم تقتصر الجرائم على إطلاق النار، بل امتدت إلى عمليات قتل بشعة، حيث قُتل أربعة مواطنين ذبحًا في حي القنا، بينهم متطوع وعامل مخبز، على أيدي مقاتلين أجانب يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع.
وأفاد ناشطون بأن المتطوع كان معروفًا بجهوده الإنسانية، إذ كان يوزع الطعام للأسر المحتاجة منذ بداية الحرب، متحملًا مشقة التنقل لمسافات طويلة وسط انعدام الخدمات الأساسية.
إضافة إلى ذلك، فرضت المليشيات حصارًا خانقًا على الأهالي، ومنعت عمليات الإجلاء إلى مناطق آمنة، كما احتجزت عشرات المدنيين داخل مصرف رئيسي بالقرب من سوق الديم لعدة أيام في ظروف قاسية، ما عرضهم لخطر الموت والأمراض.
ووثّقت شهادات محلية ارتكاب القوات لانتهاكات مروعة، من بينها إلقاء بعض المواطنين الأحياء داخل بئر “سايفون”، في جريمة تعكس انتهاكًا صارخًا لأبسط المبادئ الإنسانية، وسط غياب أي إحصاءات دقيقة عن أعداد الضحايا.
كما استهدفت قوات الدعم السريع شخصيات بارزة في المنطقة، حيث اقتحمت منزل المتطوع محمد عثمان هود، وأطلقت عليه الرصاص، ما أدى إلى إصابته في ساقه، بينما تعرض شقيقه الأستاذ ناجي عثمان هود لاعتداء عنيف بالضرب، مما استدعى نقله مع أفراد أسرته إلى أحد مستشفيات أم درمان لتلقي العلاج.
واستمرت عمليات النهب الممنهج لممتلكات السكان، بما في ذلك سرقة المواد الغذائية، والتعدي على العالقين بالضرب والتهديد، قبل أن يتمكن بعضهم من الفرار إلى مناطق يسيطر عليها الجيش، مثل أحياء اللاماب والرميلة.
في السياق ذاته، أكدت منظمات حقوقية وطنية ودولية استمرار استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب من قبل عناصر الدعم السريع، حيث تم توثيق حالات اغتصاب جديدة في أحياء شرق الخرطوم، ضمن سياسة ممنهجة لإذلال المجتمعات المحلية، لا سيما في المناطق الريفية.
وتشير التقارير الحقوقية إلى تسجيل عشر حالات اغتصاب في أحياء السباق شرق، الديم وسط، والسجانة الجديدة، في انتهاك سافر لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.
ميدانيًا، أحرز الجيش السوداني تقدمًا ملحوظًا، حيث استعاد السيطرة على مناطق الحلة الجديدة وأجزاء من الديم، في ظل اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع، كما تمكن من إجلاء عدد من سكان أحياء أبو حمامة والسجانة إلى منطقة اللاماب.
وتسببت هذه الانتهاكات في موجة نزوح جماعي، حيث اضطر الأهالي إلى الفرار سيرًا على الأقدام باتجاه منطقة الرميلة الخاضعة لسيطرة الجيش، بعد أن أرغمتهم المليشيات على مغادرة منازلهم رغم صمودهم لما يقارب العامين.
ومع استمرار هذه الجرائم، تصاعدت المطالب المحلية والدولية باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها، وسط دعوات إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين وفرض عقوبات على المتورطين في الجرائم المرتكبة بالخرطوم.