تفاصيل أكبر عملية إجتياح بري في الخرطوم.. حدث غير متوقع يغير المعادلة!
متابعات - السودان اليوم
متابعات – السودان اليوم – شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الأربعاء، عملية عسكرية واسعة النطاق، حيث تمكن الجيش السوداني من تنفيذ أكبر تقدم بري منذ اندلاع الصراع، مستعيدًا السيطرة على مواقع حيوية ومناطق واسعة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ليقترب بذلك من فرض سيطرته الكاملة على العاصمة.
مع ساعات الفجر الأولى، تحركت القوات المسلحة باتجاه مختلف أنحاء الخرطوم، محققة تقدمًا استراتيجيًا، شمل السيطرة التامة على جسر سوبا الذي يربط شرق الخرطوم بجنوبها، إلى جانب إحكام قبضتها على جسر المنشية الذي يربط أحياء شرق النيل بوسط المدينة.
وفي الوقت ذاته، تخوض القوات مواجهات شرسة بالقرب من جسر جبل الأولياء، آخر الممرات التي لا تزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع في الخرطوم.
في محلية جبل أولياء، تمكن الجيش، مدعومًا بقوات درع السودان ومتحرك النخبة الأول التابع لجهاز المخابرات العامة، من السيطرة على معظم المناطق، فيما تستمر الاشتباكات في محيط جسر جبل الأولياء.
وأعلن المتحدث باسم الجيش، العميد نبيل عبدالله، أن القوات المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على معسكر “طيبة الحسناب”، الذي كان يعد أحد أهم معاقل قوات الدعم السريع في العاصمة، وتعرض باستمرار لقصف جوي خلال المعارك.
وأوضح أن هذا المعسكر كان آخر معاقل قوات الدعم السريع في وسط السودان، مؤكدًا أن ما تبقى منها داخل الخرطوم لا يتعدى جيوبًا معزولة سيتم القضاء عليها قريبًا.
واصل الجيش انتشاره في مواقع استراتيجية رئيسية، حيث أزال التحصينات التابعة لقوات الدعم السريع في مناطق حيوية مثل شارع الستين، وشارع عبيد ختم، وشارع الهواء، ومنطقة الصحافة. كما أعلن عن استعادة السيطرة على مطار الخرطوم الدولي حتى منطقة الصينية المركزي، ما عزز موقفه العسكري في العاصمة.
في سياق متصل، سيطرت وحدات من سلاح المدرعات على الميناء البري وأحياء النزهة والصحافات، بينما تمكنت قوات متحرك القيادة العامة من تأمين برج الاتصالات والمدخل الغربي لجسر المنشية.
وانتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر انتشار الجيش في مناطق واسعة من المدينة، وسط مظاهر احتفال شعبي، حيث استقبل المواطنون القوات بفرح وترحيب.
في الوقت نفسه، نشرت منصات تابعة للجيش مقاطع مصورة بطائرات مسيّرة، أظهرت تجمعات كبيرة من عناصر قوات الدعم السريع وأفراد عائلاتهم وهم يعبرون جسر جبل الأولياء سيرًا على الأقدام باتجاه أم درمان، في مشهد يعكس حجم التراجع الذي تعانيه هذه القوات.
وأكد المتحدث العسكري أن الجيش، بدعم من قوات الاحتياطي المركزي ووحدات أخرى، واصل تقدمه في شرق الخرطوم، حيث نجح في تطهير مقر اللواء الأول مشاة آلي بمنطقة الباقير، موقعًا خسائر فادحة في صفوف قوات الدعم السريع، سواء في الأفراد أو العتاد.
ويُعد هذا المعسكر، الواقع على الحدود بين الخرطوم وولاية الجزيرة، أحد أبرز المواقع التي شهدت اشتباكات عنيفة منذ بداية النزاع، إذ كان قد سقط في قبضة قوات الدعم السريع التي استولت على كميات كبيرة من الدبابات والمدرعات القتالية.
وفي تحول لافت للأحداث، بدأت قوات الدعم السريع منذ يوم الإثنين في الانسحاب من عدة أحياء بالعاصمة، وسط تقارير تتهمها بارتكاب انتهاكات خطيرة ضد المدنيين، بما في ذلك القتل والنهب والاعتداءات.
يعكس هذا الانسحاب حالة من الضعف والانهيار في صفوفها، خاصة مع استمرار الضغط العسكري المتزايد الذي يمارسه الجيش لاستعادة السيطرة الكاملة على الخرطوم.
