
ولئن كانت التضحية تتجلى في أسمى صورها ابتلاء واختبارا، ،،،، في النفس البشرية التى تحب متاع الدنيا ونعيمها الزائل، ،،وأن أشد الفتن في خلخلة المشاعر واهتزاز الضمائر وارتجاج الافئدة، ،،التي جبلت عليها النفس، ،،في تزين الحياة مالا وبنونا، ،،لارتباطهما بشهوة الأنا، ،،بريقا ولمعانا، ،،في مفاضلة الحياة، ،،كان الاختبار أعظم باراقة الدماء،،،،وأن تزهق الأرواح ،،، في رؤية منامية، ،،يأتى النداء من أب شغوف حنون ،يا بنى إنى أرى، ،،،ما أجملها من عبارة، ،، وما اعظمها من تكليف رباني واجب التنفيذ ،، والإجابة أقوى من الطلب( ماذا ترى)،،افعل ما تؤمر!!!فاسرجا أعنة الأنفس، ،وامتثلا لأمر غيبي، ،،تصديقا، ،،ما اعظمكما في تنفيذ الأوامر الملكوتية، ،،ويأبى الله الا ان تكون المكافأة مدهشة وعظيمة، ،وفداء سجله التاريخ عبر سنة خالدة، ،،إن مقاصد الشريعة العليا ليس اراقة الدماء،،،ولا اكل لحمها، ،،ولكن يناله التقوى منكم، ،،سبحان الله، ،،
ما اعظمك وما احلمك وما الطفك يا الله !!
فإن كانت الإشارات بعيدة المرامي والمقاصد ،،فإن انفسنا المريضة، ،،تحتاج إلى رياض الصالحين، ،،بحثا وتنقيبا، ،، وتأسى بالحسنى، ،واقتداء وقدوة باولئك النفر الكرام، ،،فعلينا ذبح افئدتنا انكسارا، ،ونزع ما في صدورنا من غل، ، من حسد وبغض، ،وكره وأن نقبل على ذاتنا الامارة بالسوء، ،، ان ترتقي في مدارج السالكين، ،،باذلة جهدا أعلى في مقامات التضحية والفداء ونكران الذات،،،حتى يكون الجزاء بقدر العمل، ،،،صدقا واخلاصا وفناء وعشقا في الله، ،،
كل عام وانتم ترفلون في ثوب الأمن والأمان، ،،وبلادنا في رفعة وسؤدد ،،،ودمتم أخوة صفاء في النفس ونقاء في السريرة، ،
وعفوا وحبا في الله، ،،،
د.إسماعيل علي ماحي
الأبيض، ،
الجمعة/١٠شهر الفداء،،،