حيث يلتقي الوفاء بالعطاء، وتعلو القيم فوق صوت المنافسة، أسدلت قرية دلوت البحر اليوم الستار على فعاليات الدورة الرياضية التي انطلقت الإثنين الماضي، والتي لم تكن مجرد بطولة تُختتم، بل كانت رسالة وفاء خُطّت بدماء الشهداء، وعكست عمق الانتماء الوطني والاعتراف بالتضحيات.
الدورة التي احتضنتها ميادين دلوت البحر جاءت تكريماً خاصاً لأرواح الشهداء الذين ارتقوا غدراً على يد المليشيا الغازية عندما اجتاحت القرية، فكان ختامها مناسبة لاستحضار بطولاتهم، وتخليد ذكراهم، وتجديد العهد على السير في دربهم.
وتُوج فريق التضامن بلقب البطولة عن جدارة واستحقاق، بعد أداء مميز أثبت فيه أنه يعرف جيداً من أين تُؤكل الكتف، محققاً الفوز بروح الفريق الواحد، ومُجسّداً المقولة الشهيرة بأن كرة القدم تُلعب بالعقول قبل الأقدام.
تميزت الدورة بحضور جماهيري كبير وتفاعل لافت، لمجرد كونها منافسة رياضية، بل لكونها أيضاً منبراً لتكريم عدد من الرموز والجهات التي ساهمت في صمود القرية وتحريرها.
فقد شمل التكريم أسر الشهداء الأبرار، ولجنة إسناد الداخل، ولجنة إسناد الخارج ممثلة في المغتربين، إضافة إلى كتيبة الشهيد الطيب عبد الله التي دافعت عن القرية وشاركت ببسالة في تحرير دلوت البحر ومدني ضمن متحرك “النبأ اليقين”.
وأعربت اللجنة المنظمة عن شكرها العميق لكل من ساهم في إنجاح الدورة، بدءاً من الفرق المشاركة ، واللاعبين، والجمهور، وصولاً إلى الحكّام فخري عبد العزيز ومرتضى العوض، اللذين أدارا المباريات بروح رياضية عالية وأداء مشهود.
واختتم المنظمون برسالة وجدانية قالوا فيها”أي توفيق لازمنا في هذه الدورة فهو من عند الله، وأي تقصير فهو منّا. نعتذر عن أي هفوة، لكننا نعلم أن الوفاء كان حاضراً في الميدان، وأن الشهداء لم يغيبوا عن قلوبنا لحظة واحدة.”
