السودان في مفترق الطرق.. مجلس الأمن يبحث الأزمة وسط تفاقم المعاناة
متابعات - السودان اليوم

متابعات – السودان اليوم – يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم جلسة إحاطة لمناقشة تطورات الأزمة في السودان، حيث من المقرر أن يقدم مدير العمليات والدعوة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم ووسورنو، تقريرًا حول التدهور المتواصل في الوضع الإنساني.
يلي ذلك مشاورات مغلقة يعرض خلالها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، آخر مستجدات جهود الوساطة السياسية بين أطراف النزاع.
وفي هذا السياق، أعلن مجلس السيادة الانتقالي السوداني أن المملكة المتحدة تعتزم تقديم مشروع قرار جديد بشأن السودان خلال الجلسة، بعد أن واجه مشروع سابق طرحته بريطانيا اعتراضًا بالفيتو الروسي.
تأتي هذه الخطوة في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلثي سكان السودان بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بينما اضطر أكثر من 12.4 مليون شخص إلى النزوح جراء الصراع المستمر منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
تشهد البلاد أزمة غذائية خانقة، إذ يعاني حوالي 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع تأكيد وقوع مجاعة في بعض مناطق دارفور وجبال النوبة، وسط مخاوف من انتشارها خلال الأشهر المقبلة.
كما أدى انهيار النظام الصحي إلى تفشي أوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، إلى جانب تصاعد معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي نتيجة الاضطرابات الأمنية المستمرة.
من المتوقع أن يرحب مجلس الأمن بقرار الحكومة السودانية تمديد فتح معبر “أدري” الحدودي مع تشاد لثلاثة أشهر إضافية، وهي خطوة وصفها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، بأنها ضرورية لضمان تدفق المساعدات إلى ملايين المحتاجين.
ميدانيًا، تمكنت القوات المسلحة السودانية، منذ أواخر سبتمبر 2024، من تحقيق تقدم عسكري باستعادة مواقع استراتيجية في الخرطوم ومحيطها، وفك الحصار عن مدينة الأبيض، بالإضافة إلى استعادة مدينة القطينة جنوب العاصمة.
ورغم هذه التطورات، لا تزال بعض المناطق تشهد تصاعدًا في القتال، خصوصًا في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، الذي يضم حوالي 500 ألف شخص.
وقد أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود”، في 25 فبراير الجاري، تعليق عملياتها هناك نتيجة التدهور الأمني الحاد، رغم الحاجة الماسة إلى المساعدات الإنسانية لمواجهة المجاعة المستفحلة.
سيحث ووسورنو الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تقديم الدعم لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، التي تهدف إلى جمع 4.2 مليار دولار لمساعدة المحتاجين داخل السودان، إلى جانب 1.8 مليار دولار لدعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار.
كما يُتوقع أن يجدد أعضاء المجلس الدعوات إلى وقف فوري للأعمال العدائية، واحترام القانون الإنساني الدولي، واتخاذ تدابير عاجلة للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
خلال المشاورات المغلقة، سيستعرض لعمامرة جهود الوساطة التي بذلها خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك اجتماعاته مع قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، في بورتسودان، ولقاءاته مع وفد قوات الدعم السريع في أديس أبابا.
ومن المتوقع أن يتناول تقريره مدى التقدم المحرز في مساعي إيجاد حل سياسي للأزمة، في ظل استمرار التحركات الإقليمية والدولية لإنهاء النزاع في السودان.