معركة الحسم في الخرطوم.. هل يقترب سقوط القصر الجمهوري؟

متابعات – السودان اليوم –  تقترب المواجهات العسكرية في الخرطوم من لحظة حاسمة، مع تصاعد هجمات الجيش السوداني على قوات الدعم السريع التي تتحصن في القصر الجمهوري، آخر معاقلها الاستراتيجية في العاصمة.

يشن الجيش هجماته من ثلاثة محاور رئيسية عبر شوارع الجامعة والجمهورية والبلدية، في محاولة لعزل قوات الدعم السريع وقطع خطوط إمدادها. في المقابل، تعتمد قوات الدعم السريع على ممر السكة الحديدية ومعمل ستاك لربط القصر بجنوب الخرطوم، مما يشير إلى سعيها للحفاظ على وجودها في المنطقة رغم الضغط المتزايد.

بحسب الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس، فإن خسارة القصر الجمهوري تمثل ضربة سياسية بالدرجة الأولى قبل أن تكون عسكرية، وهو ما يفسر احتفاظ الدعم السريع بقوات النخبة المدربة خارجيًا لحمايته منذ بداية القتال.

تتمركز القوات المسلحة حاليًا في منطقة المقرن جنوب القصر، بينما تنتشر قوات الدعم السريع على طول شارع القصر حتى مناطق السكة الحديدية والخرطوم 3، معتمدة على هذا المسار كطريق وحيد للربط بين القصر وجنوب الخرطوم.

وفي إطار سعي الجيش لتضييق الخناق، وصلت وحدات من سلاح المدرعات وقوات الشجرة إلى كبري الحرية ومحطة جاكسون، بهدف قطع الإمدادات نهائيًا والتقاء القوات القادمة من القيادة العامة.

على الصعيد الإنساني، أدى القتال العنيف إلى تفاقم الأوضاع المعيشية، حيث أجبرت قوات الدعم السريع السكان في أحياء الخرطوم 3 والسجانة والديوم الشرقية على النزوح بالقوة، مما تسبب في عمليات إجلاء صعبة نحو مناطق تخضع لسيطرة الجيش، مثل الحلة الجديدة والرميلة.

في ظل هذه التطورات، يبدو أن سقوط القصر الجمهوري قد يكون وشيكًا إذا تمكن الجيش من إغلاق خطوط إمداد الدعم السريع بشكل كامل، خاصة مع استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط شارع القصر والسكة الحديدية، مما ينذر بتصعيد أكبر خلال الأيام المقبلة.