الخرطوم تشتعل.. الجيش يحاصر الدعم السريع والخيار الأخير يلوح في الأفق!
متابعات - السودان اليوم

متابعات – السودان اليوم – فرضت القوات المسلحة السودانية طوقًا محكمًا حول عناصر مليشيا الدعم السريع المتحصنين داخل القصر الجمهوري وبعض المقرات السيادية في وسط الخرطوم، مما أدى إلى تقلص نطاق سيطرتهم إلى مساحة لا تتجاوز أربعة كيلومترات مربعة.
وجاء هذا التطور بعد نجاح الجيش في بسط نفوذه على مستشفى فضيل ومستشفى الزيتونة، بالإضافة إلى تأمين شارع القصر عند تقاطع شارع السيد عبد الرحمن، واستكمال عمليات التمشيط حتى مقر وزارة الخارجية شرقي القصر الجمهوري.
في تحول استراتيجي مهم، أعلن العميد نبيل عبد الله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، عن التحام قوات المدرعات مع جيش القيادة العامة داخل مستشفى الشعب التعليمي، عقب معركة ضارية انتهت بإجبار المليشيا على الانسحاب من المنطقة.
ويعد هذا الاندماج العسكري الأكبر منذ التحام جيش الكدرو مع القيادة العامة، حيث أتاح لفصائل المدرعات كسر الحصار الذي ظل مفروضًا عليها لفترة طويلة، ومكنها من تلقي الإمدادات مباشرة من القيادة العامة دون الحاجة إلى عبور نهر النيل.
على مدار الأشهر الماضية، اعتمدت قوات المدرعات خطة تقدم تدريجية نحو الشمال، حيث نجحت في تحقيق مكاسب ثابتة، كان أبرزها السيطرة على اللاماب ومجمع الرواد، وهو أحد المقرات الرئيسية لمليشيا الدعم السريع في جنوب الخرطوم.
وقد أسهم هذا الإنجاز في تعزيز موقع الجيش وتهيئة الظروف لاستكمال عملياته العسكرية في قلب العاصمة.
يعتبر هذا التطور نقطة تحول جوهرية في معركة الخرطوم، إذ أدى إلى فك العزلة عن قوات المدرعات، مما أعطى الجيش مساحة أوسع للمناورة والتحرك بحرية أكبر داخل المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المليشيا.
ومع تضييق الحصار عليهم، بات انهيار مليشيا الدعم السريع أو استسلامهم مسألة وقت، خاصة مع التراجع الكبير في الروح المعنوية لعناصرهم.
بدأ هذا الانهيار يظهر بوضوح، حيث استسلم عدد من القناصة المنتمين إلى جنوب السودان الذين كانوا متمركزين في مبنى بنك بيبلوس، بينما فرت مجموعات أخرى قبل وقوعها في قبضة الجيش.
أما العناصر المتحصنون داخل القصر الجمهوري والمقار السيادية، فيواجهون أوضاعًا صعبة في ظل تشديد الحصار عليهم، مما يضعهم أمام خيارين: الاستسلام أو محاولة شن هجوم انتحاري واسع ضد القوات المسلحة، وهو السيناريو الذي يرجحه المراقبون، إذ يتماشى مع استراتيجية الجيش الرامية إلى القضاء التام على وجود المليشيا في الخرطوم.
وفقًا لمصادر عسكرية، فإن الجيش يقترب من تنفيذ تكتيك مماثل لما حدث في معركة الإذاعة، حينما أجبر المليشيا على الخروج من مواقعها المحصنة بعد فرض حصار خانق عليهم. تعتمد هذه الخطة على منع الدعم السريع من تلقي أي إمدادات أو تعزيزات، مما سيدفعهم إلى محاولة كسر الحصار بأي وسيلة، وهنا سيكون الجيش مستعدًا للانقضاض عليهم والقضاء على ما تبقى من قوتهم.
وتعتبر هذه الاستراتيجية أقل تكلفة من خيار الاقتحام المباشر، الذي قد يسفر عن خسائر بشرية فادحة وأضرار جسيمة بالمباني التاريخية وسط الخرطوم.
في إطار التحضير للحسم النهائي، شهدت الخرطوم وصول تعزيزات عسكرية ضخمة شملت طائرات مسيرة، قناصين، وحدات مدفعية، وكتائب اقتحام خاصة.
ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن هذه القوات لم تشارك حتى الآن في العمليات الجارية، مما يشير إلى أن الجيش يحتفظ بها للمرحلة الأخيرة من القتال داخل العاصمة، قبل أن يحوّل تركيزه إلى دارفور، حيث يُتوقع أن تكون المعركة هناك أكثر تعقيدًا.