فضيحة مدوية.. بيع إذن دفن السودانيين في مصر بموافقة السفارة!
متابعات - السودان اليوم

متابعات – السودان اليوم – أظهرت وثائق أن السفارة السودانية في القاهرة قامت بتفويض إجراءات استخراج إذن الدفن لشركة “العريفي” المصرية، مما أدى إلى استغلال مؤلم لمعاناة السودانيين في مصر.
وكشفت المعلومات أن موظفًا تابعًا للشركة يحمل مستندات مختومة وموقعة مسبقًا من القنصل والسفارة دون أي بيانات، ليتم تعبئتها لاحقًا بعد دفع المبلغ المتفق عليه مع أسرة المتوفى، والذي يبلغ 3500 جنيه مصري، أي ما يعادل أكثر من 200 ألف جنيه سوداني، في إجراء يفتقر إلى الشفافية والأسس القانونية السليمة.
يمثل هذا الإجراء تجاوزًا خطيرًا للدور القنصلي، حيث إن منح شركة خاصة سلطة إصدار وثائق رسمية باسم السفارة السودانية يعد خرقًا قانونيًا يفتح المجال للتلاعب وسوء الاستخدام.
كما أن تحويل إذن الدفن إلى معاملة تجارية بدلًا من كونه خدمة إنسانية يعد انتهاكًا لكرامة المتوفين وأسرهم، مما يعكس تجاهلًا لمشاعر السودانيين المقيمين في مصر.
إن تسليم مستندات رسمية مختومة مسبقًا لموظفين غير رسميين دون رقابة يحول دون إمكانية الاعتراض أو المراجعة، مما يمنح الشركة تحكمًا كاملًا في عملية استخراج الإذن وفقًا لمصالحها الخاصة.
وكان من الواجب أن تتولى السفارة مسؤولية هذه الإجراءات مباشرةً وبالمجان، بدلًا من تفويضها لشركات خاصة تسعى للربح على حساب المحتاجين.
يتطلب الوضع الحالي اتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك إلغاء هذا الاتفاق وإعادة مسؤولية إصدار إذن الدفن إلى السفارة السودانية، مع فرض رقابة صارمة على آلية العمل.
كما يجب فتح تحقيق عاجل لمعرفة كيفية منح هذه الصلاحيات لشركة خاصة ومحاسبة المسؤولين عن اتخاذ هذا القرار. إن التعامل مع الموتى وأسرهم يجب أن يتم بكرامة واحترام، وليس كفرصة لتحقيق مكاسب مادية على حساب معاناة الآخرين.