
متابعات – السودان اليوم – خلال مداولات مؤتمر نيروبي الأخير، طرح بعض المشاركين مقترحًا جريئًا يقضي بإعلان تشكيل حكومة ميليشيا الجنجويد من داخل القصر الجمهوري في الخرطوم، مستغلين رمزيته السياسية التي لا يمكن أن توفرها أي مواقع أخرى.
كان المخطط يقوم على تسجيل مقطع فيديو من داخل مكتب الفريق عبد الفتاح البرهان، يتضمن الإعلان عن أسماء أعضاء مجلس السيادة ورئيس الوزراء، بهدف منح الكيان الجديد مظهرًا شرعيًا.
حظي هذا المقترح بدعم كل من عبد الرحيم دقلو وبرمة ناصر ومستشار “الكفيل”، الذي حثّ على التعجيل بتنفيذه.
جرى الاتفاق على تمكين شخصية قيادية من دخول القصر الجمهوري لتلاوة الأسماء أمام الكاميرات، مع إظهار حضور رمزي للإدارة المدنية في موقع التصوير لتعزيز مصداقية المشهد. في هذا السياق، جاءت تصريحات قائد التمرد التي قال فيها: “لن نخرج من القصر الجمهوري”، كتلميح واضح لاقتراب تنفيذ الخطة.
إلا أن التطورات الميدانية جاءت على عكس التوقعات، حيث فرضت القوات المسلحة السودانية حصارًا مشددًا على وسط الخرطوم، لتنجح لاحقًا في استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، مما أدى إلى إجهاض المخطط وإجبار القائمين عليه على الانسحاب.
وتشير المعلومات المسربة إلى أنه تم تهريب الشخصية المتواجدة داخل القصر إلى وجهة غير معلومة، مع ترجيحات بأنها قد لجأت إلى جزيرة توتي أو احتمت داخل فندق كورنثيا.
بعد انهيار خطة الإعلان من القصر الجمهوري، تحوّل تركيز الميليشيا إلى إيجاد طريقة لإنقاذ تلك الشخصية المحاصرة والمجموعة المرافقة لها، التي تضم أفرادًا من عائلة قائد التمرد.
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لفك الحصار، سواء عبر محاولات الهروب بالمراكب أو استخدام الطائرات المسيّرة لتشتيت انتباه القوات السودانية، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل.