متابعات – السودان اليوم – وافق مجلس إدارة مجموعة بنك التنمية الإفريقي على منحة بقيمة 19.85 مليون دولار على مدار عامين لدعم جهود الإغاثة وتعزيز صمود السودان في مواجهة النزاع المستمر. المشروع الذي يحمل اسم “الاستجابة للأزمة من أجل النساء والمجتمعات المتضررة في السودان” سيتلقى تمويلاً مشتركاً مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. الهدف الأساسي هو تحسين سبل عيش الفئات الضعيفة وتخفيف آثار النزاع على المجتمعات والبنية التحتية.
ويشمل المشروع عدة محاور رئيسية، منها تدريب العاملين في الخطوط الأمامية مثل المهنيين الصحيين ومختصي المياه والصرف الصحي، إلى جانب إعادة تأهيل مرافق صحية وأربعة مراكز طوارئ في مناطق النزاع. كما سيتم إصلاح أنظمة المياه والطاقة في المناطق الحضرية والريفية.
علاوة على ذلك، سيسهم التمويل في تقديم مساعدات غذائية طارئة، تشمل العدس والذرة الرفيعة وغيرها من المواد الأساسية. ومن المتوقع أن يحصل حوالي 60 ألف شخص هذا العام على مدخلات زراعية مثل الأسمدة والبذور. كما سيحصل عدد من النساء المعيلات على منح نقدية لدعم سبل عيشهن، بالإضافة إلى تقديم مساعدات لضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.
من المتوقع أن يستفيد من المشروع نحو 1.5 مليون سوداني، بما يعادل 265 ألف أسرة، تقود النساء غالبيتها. ويستهدف المشروع أيضاً النازحين داخليًا والمجتمعات المضيفة. تم تصنيف المشروع ضمن الفئة الأولى لمؤشر النوع الاجتماعي من قبل البنك، مما يعكس تركيزه الكبير على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
من جانبه، أكد الدكتور بيث دانفورد، نائب رئيس البنك للزراعة والتنمية البشرية والاجتماعية، أن السلام والاستقرار في السودان ضروريان لتحقيق كامل إمكانات المجتمعات السودانية. وأشار إلى أن المشروع سيساهم في تعزيز الأنشطة الاقتصادية الشاملة والمستدامة، ويدعم جهود بناء السلام.
ويتم تمويل المشروع من خلال “آلية دعم الانتقال”، التي أُطلقت في عام 2008 لتوفير موارد ميسرة للدول التي تعاني من الهشاشة والنزاع. ويجمع المشروع بين تقديم الإغاثة العاجلة ودعم التنمية المستدامة، مما يساهم في تعزيز قدرة المجتمعات على التعافي المبكر.
وتستفيد اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خبرتها الواسعة في السودان، حيث ستعمل على تعزيز احترام القانون الدولي الإنساني وحماية البنية التحتية المدنية في المناطق المتأثرة بالنزاع.
تعد هذه المبادرة جزءاً من جهود دولية منسقة لدعم استقرار السودان، حيث يواجه أكثر من 11 مليون سوداني التهجير الداخلي، في حين فر نحو 3.8 مليون شخص إلى الدول المجاورة.
