مقالات

أبو فاطمة عمار حسن ✒️ الحياة محطات وابتلاءات

الحياة رحلة مليئة بالمحطات، وما من محطة إلا وتُختبر فيها قلوبنا وعزائمنا. والابتلاءات سُنّة ربانية ماضية لا مفرّ منها، تختلف في نوعها وحدّتها من شخصٍ لآخر، باختلاف الإيمان والصبر واليقين.

🔹 أصعب الابتلاءات:

أن يكون في الدين، وهو الأخطر على الإطلاق.

أن يكون في النفس وما يصيبها من أمراض وأسقام.

أن يكون في الأقربين، من أهلٍ وأحباب، حيث الألم أشد وقعًا.

ومهما اختلفت أشكال البلاء، تبقى العبرة العظمى في الصبر والرضا، وفي حسن التوكل على الله تعالى.

📖 قال الله تعالى:

> {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

📖 وقال رسول الله ﷺ:
“أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء.”

✨ السعيد حقًا هو من خرج من الابتلاء بقلبٍ أقوى، وإيمانٍ أرسخ، ونفسٍ أنقى. فالمحن تصنع الرجال، وتكشف معادن النفوس، وهي مدرسةٌ إيمانية عظيمة لا يتخرج منها إلا من صبر واحتسب.

🔧 وكما أن السيارة تحتاج إلى “كشبزورات” تمتص الصدمات، نحن بحاجة إلى “شكبزورات إيمانية” من الصبر، والذكر، وحسن التوكل، والرضا بالقضاء، لنثبت أمام صدمات الحياة وامتحاناتها.

💡 ولنوقن دائمًا أن:

الراحة الأبدية في الجنة وحدها 🌸.

أما الدنيا فهي دار كبدٍ وتعبٍ وجهادٍ واختبار.

واليوم يعيش السودان ابتلاءً عظيمًا بحربٍ طالت معظم الشعب، وكل إنسان له نصيبه منها، فمنهم من ابتلي في أهله، ومنهم من ابتلي في ماله، ومنهم من ابتلي في نفسه. وكل ذلك يمضي بأمر الله وحكمته، {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.

فلنستمسك بحبل الله، ولنجعل من هذه الابتلاءات جسورًا تعبر بنا إلى رحمة الله ورضوانه. فمن صبر ورضي، كان له الأجر العظيم، ومن جزع وسخط خسر الدنيا والآخرة.

✍️ أبو فاطمة عمار حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى