رداً على رسالة الوليد مادبو ✒️ ام وضاح قالت

متابعات السودان اليوم الاخبارية
رسالة مفتوحة إلى أم وضاح) *
في مهب هذا الوطن المكلوم ما عاد للكلمة ترف العبث ولا للصحافة فسحة التلاعب بالأنفاس. نحن أمام جراح نازفة. ودماء تسيل على تراب ما فتئ يصرخ بأسماء الشهداء”. ومن هنا، فإنني أعلنها واضحة لستُ أضيق بالنقد، بل أجد فيه ضرورة ملحة لتقويم الفكر وتجلية المواقف، غير أنني لا أستسيغ الشتيمة ولا أقبل أن تُستبدل لغة الحجة بلهجة السباب. فالمسألة ليست خصومة شخصية، وإنما هي قضية وطن يتداعى، وأمة تبحث عن مرفأ للنجاة.
إلى الزميلة التي اختارت لنفسها اسما حركيا “أم وضاح”. أقول: إن كنت معجبة بطرحي أو متحيرة فيه، فما أسهل أن تتواصلي معي للاستيثاق من المعلومة قبل نشرها، فالحوار أبهى من الوشاية، والحقيقة أرسخ من الظن ولتعلمي أن قلمي لم يُسخر قط إلا للشعب لا لقبيلة ولا لجهة ولا لولاء أعمى. إنني أنحاز إلى الحق حيثما كان، وأرى في العدالة معيارًا أسمى من كل انتماء آخر.
إن معركتنا الحقيقية ليست في تراشق الكلمات بل في إنقاذ هذا الوطن من قبضة الخراب. فمن شاء أن ينازل فلينازل في ميدان الفكرة، لا في سوق الشتيمة. ولعل الزمن وهو أعدل الحكّام – يُثبت من الذي قال كلمة للحق، ومن الذي اكتفى بضجيج لا يغني عن الحقيقة شيئًا.
مع فائق الشكر والتقدير
د. الوليد آدم ماديو (أبو النعمان)
وكان رد ام وضاح ناري وجاء كالآتي
رسالة مفتوحة رداً على رسالة الوليد مادبو
أسمح لي وقد زينت عباراتك بمسحة من الرصانة الزائفة، اعلم أن الكلمة لا توزن بمدى تنميقها، بل بصدقها وجرأتها وقدرتها على كشف الحقائق كما هي.
وليست البلاغة أن تزخرف الكلام وتظهر بمظهر المتوازن بينما الوطن يذبح وأنت تتلو دروس الأخلاق كأنك فوق المعركة
إن كنت تزعم أنك لا تنتمي لقبيلة أوجهة فليتك تنحاز للوطن لا للحياد الزائف
الناس ياسيدي اليوم لا تحتاج إلى مواعظ بل إلى موقف واضح مع الجيش أو ضده مع كرامة هذا الشعب أو القتلة اللصوص والمتخاذلين
إن الحديث عن تهذيب الألسن في زمن المجازر ليس حكمة بل هروب من المعركة وما كتبته ليس سبابا كما تدعي بل صرخة حق في وجه التخاذل فلا تجعل من وقارك المصطنع ستاراً لتجميل العجز . ولئن كنت قد ادعيت أنك تنفر من الشتيمة. فأنا والله أنفر من التزييف باسم الأدب، ومن التلاعب
بمشاعر الشعب باسم الحكمة والرأي المتزن.
إن حديثك عن الحوار لا يخدعنا. لأن من يُعلن “رسالته المفتوحة بهذه الطريقة المتعالية، إنما يخاطب ذاته، ويُصفي حساباته على الملأ باسم المبادئ والوطنية. تساءلت لماذا لا أتواصل معك لاستيثاق المعلومات؟ فأجيبك:
الحقائق واضحة كالشمس ولسنا بحاجة لوسيط يُنفّح لنا الكلمات كي يرضى علينا
ولو كنت بالفعل منحازا للشعب كما تقول، لأدركت أن الشعب اليوم لا يطيق الرماديين الذين يتحدثون عن العدالة بينما يقفون على الحياد في زمن الدماء.
أتدعي أنك لا تنتمي لقبيلة ولا جهة؟
ما أحوجنا اليوم إلى فعل لا إلى إعلان
فالخنادق وحدها تكشف ألوان الناس لا المقالات المنمقة.
تطالب بالنزال في ميدان الفكرة”؟
حسنا….
الفكرة اليوم ليست شعارات المكيفات بل هي الوقوف مع الجيش مع الأرض، مع كرامة أهلنا الذين يبادون الآن في الفاشر
أما أن تتلوى العبارات بين إنكار الشتيمة وتوزيع الدروس الأخلاقية فوق أشلاء وطن يذبح، فذلك ليس فكرا بل عجز في مواجهة اللحظة.
ختاما…
نحن لا نكتب لنتباهى بالبلاغة بل لنفضح التخاذل.
وستبقى الكلمة الحرة شوكة في حلق كل من تجمل بالهدوء بينما كانت البنادق تخنق هذا البلد الجريح
مع فائق شكري
أم وضاح يا أبو النعمان ) وهي كنيتي التي أعتز بها منذ أن عرفت الأمومة ولم تكن يوما • قناعاً أختبئ خلفه أو أسما حركياً لشخص مجهول فأنا الخيل والليل والبيداء تعرفني والرمح والقرطاس والقلم ))