ما يميز قواتنا المسلحة تلك أنها لا تنكسر و لا تُمحى و هي دوماً فوق كل المخططات الدنيئة القميئة التي حيكت ضدها على تعاقب الحقب وتواليها ، تقاتل وحدها، تلعق جراحها و تغسلها بماء الصبر و ترياق الثبات ، قواتنا الباسلة لا يشغلها واجب عن آخر و لا تقعدها حرب عن واجب و كأنا بها قد ألفت التضحية المستمرة و أصبح الكفاح ديدنها و لم يعتاد جسدها طول الراحة و لا طيب المقام .
في أحد الأيام القريبة الماضية احتفلت شعبة الإستخبارات بمنطقة الكدرو العسكرية بإفتتاح مباني شعبة الإستخبارات بقاعدة حطاب العملياتية ، منطقة الكدرو و قاعدة حطاب اللواتي كانتا حائط صد و صخور تكسرت عليها أوهام و أطماع مليشيا آل دقلو ، إحتفال كبير المحتوى ضخم المعنى يخبرنا أن لهذا الجيش رمزية و لأهله له ولاء ، مناطق كانت كلها تحت الحصار الكامل و هجمات متتالية من العدو الباغي كفيلة أن تسقط و تحتل أي منشأة عسكرية إذا كان المدافع عنها غير عناصر الجيش السوداني ، الآن يتبدل الحال ، الجيش ينتفض ، يضعف و يقارب الموت و لا يموت و يعود مارداً كما كان ، يتدرب و يبني و يعمر ويزاحم ليخرج من محنته و هو أقوى .
داخل هذه المؤسسة العريقة قلب نابض ( هيئة الإستخبارات العسكرية) إذا وهن وهنت القوات المسلحة و تستقوي بقوته و تستمد حياتها منه فيسري في أوصالها أمناً وأماناً حرزاً و صوناً حراسة و عناية و يحسب لها الأعداء ألف حساب .
كانت الإستخبارات العسكرية خلال معركة الكرامة و كما الهدهد الذي يتوسط شعارها رمزاً للصبر والحكمة و المثابرة و الأمل ، لم تتكل على غيرها فكانت حاضرة بالمعلومات نبأً يقيناً تأتي به هداهدها ، و كما كان الهدهد أميناً على ما رآه كانت هي الأمينة و الحارسة و الحريصة على كل ما أوتمنت عليه محل ثقة و مكان ضمان .
شرف إحتفالها البهي ذاك اليوم سيادة الفريق محمد علي أحمد صبير رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية متحدثاً عموماً عن عراقة الجيش السوداني و صبره و تجاوزه الصعاب و خصوصاً عن صمود منطقة الكدرو و قاعدة حطاب بإعتبارها نقاط بداية الزحف المبارك لفك حصار القيادة العامة و متابعتهم لأخبار إنتصارات هذا المحور ومعهم أبطال القيادة العامة الصابرين الصامدين ، كما تعهد سيادته بالإستمرار في تطوير الإستخبارات لتضطلع بمهامها الموكلة إليها ، من قبله تحدث قائد منطقة الكدرو العسكرية و قائد قاعدة حطاب العملياتية عن الجهد المبذول في هذا العمل في فترة صعبة رزحت المنطقة فيها تحت وطأة حصار قاس لكن كما أسلفنا أن القوات المسلحة السودانية لا تتأثر تتعايش مع كل الظروف ومختلف المهددات و مسيرتها ماضية بإذن الله .
أيضاً شرف الإحتفال مدراء الإدارات العامه و الإدارات بهيئة الإستخبارات و عدد من قادة الوحدات و رؤساء شعب المناطق العسكرية بولاية الخرطوم و انتهى الإحتفال بتكريم السادة الضيوف و تكريم لأصحاب المجهود منسوبي قاعدة حطاب و تستمر المسيرة سلماً و حرباً، إعماراً و بناءاً لجيش قوي هو الوصي الوحيد على أمن هذي البلاد حماية لشعبها و صوناً لترابها الغالي النفيس .
العزة و الرفعة و المنعة لقواتنا المسلحة الباسلة
