إعلان
مقالات

عباس حمدون/محامي وناشط حقوقي ✒️”اللاجئين السودانيين في أوغندا: من رحلة الخروج من بحر الموت إلى حافة فيضانات الخوف وتكرار مأساة غابة أولالا (الذاكرة التي لا تُنسى)”

٢٠٢٥/٧/١٣ متابعات السودان اليوم

لم تكتفِ الظروف الصعبة بإجبار السودانيين على الهروب من القتال، بل تلاحقهم المعاناة حتى في أماكن اللجوء. المشهد يعيد إلى الأذهان مأساة اللاجئين السودانيين في غابة “أولالا” بإثيوبيا. تعرض اللاجئين السودانيين بدولة أوغندا لهجوم عنيف في يوم الخميس الماضي الموافق ٢٠٢٥/٧/١٠، من مجموعات عرقية يتبعون للجانب المنفصل جغرافيا من وطننا الحبيبة السودان، ووقع الهجوم داخل معسكر كيرياندونغو للاجئين الواقع شمال العاصمة الاوغندية كمبالا، واستمر الهجوم يومين متتاليين، وأسفر عنها شهيد وعدد من الجرحى.

إعلان

لا يزال الوضع غامضًا، على الرغم من الإجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات الأوغندية. أصبحت مسؤولية الأمم المتحدة عن حماية اللاجئين في شرق أفريقيا تعتمد على الدول المضيفة. هذه الدول تعاني من ضغوط كبيرة، مما يجعل من الصعب عليها توفير الأمن والاحتياجات الاقتصادية والإنسانية للاجئين. إن الفقه السياسي لصراعات الداخلية في دول شرق أفريقيا غالبًا ما تعتمد على مبدأ أن الخير يخص فئة معينة، والشر يشمل الجميع، حتى اللاجئين.كما رأينا في غابات أولالا بإثيوبيا، حيث تعرض اللاجئين السودانيين للاضطهاد والقتل من جماعات مسلحة في العام الماضي، وكانت مأساوية للغاية، وأصبحت تلك الحادثة جزءا مريراً من ذاكرة رحلة اللجوء. وكذلك الهجوم الذي وقع في التسعينيات داخل معسكر اللاجئين الصوماليين في دولة تنزانيا، فإن الحل الأمثل تكمن في عافية البلد الأم من الحروب، وإعادة استقراره السياسي، حينها تنتهي معاناة اللاجئين.
في الوقت نفسه، يمكن للأمم المتحدة أن تلعب دورًا مؤقتًا من خلال القيام بمسؤولياتها تجاه اللاجئين، وذلك عن طريق:

1. إعادة توطين اللاجئين السودانيين.
2. إبقائهم في معسكرات آمنة بعيدًا عن أي خطر عليهم.
3. تفعيل التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) لحماية اللاجئين، على غرار حماية اللاجئين في دول أوروبا الواقعة تحت مظلة الاتحاد الأوروبي.

إعلان

يجب أيضًا إضافة بروتوكول جديد إلى اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكولها لعام 1967. هذه النصوص لم تعد كافية في هذا العصر، حيث تتزايد الحروب كوسيلة للوصول إلى السلطة، و التفلتات الأمنية ، دون مراعاة للقوانين الدولية وحقوق الإنسان. لذلك، يجب إضافة بروتوكول ثانٍ لحماية اللاجئين، خاصة في أفريقيا، لضمان سلامتهم وأمنهم، وإنشاء معسكرات مُحصنة تحميهم من الصراعات والهجوم غير المبرر.

نسأل الله السلامة والعافية للاجئين جميعًا في القارة السمراء.

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى