نقيب / محمد عبدالرحمن هاشم القاضي ✒️ حين يصمت الإعلام عن العدو… ويزمّ فم الدولة!
إلى من يهمة الأمر

✍🏽في لحظة مفصلية من تاريخ السودان، حين كان ينبغي أن يتقدّم فيها أهل القلم صفوف الدفاع عن الوطن بالكلمة، خرج علينا بعض كبار الصحافيين– ممن قضوا ثلاثين عامًا بين الحبر والرماد – لا ليذودوا، بل ليعاتبوا تلفزيون السودان القومي لأنه بث معلومة عن طائرة مرتزقة إماراتية تحمل تسعة وأربعين عنصرًا دخلوا أرضنا طعنًا من الخلف.
🔰عاتبوه، لا لأن الخبر خاطئ، بل لأن مصدره “الميدان”
🛑 من الذي قال إن الميدان ليس مصدرًا موثوقًا؟
📌أيها السادة…
• من أين كانت تأتي الأخبار زمن الحرب؟ من مكتب مكيف في الطابق السابع؟
• المعلومة في لحظة القتال تولد في الميدان، وتُصقل في الرصد، وتُؤكد في التحقيق، وتُعلن عندما تكتمل أركانها.
والميدان لا يكذب، لأن دماء الشهداء لا تسمح بالكذب، ولأن من في الخنادق لا يملكون ترف التلفيق
✍🏽هل تظنون أن الدولة تعلن دون تأكيد؟
تلفزيون السودان القومي، في زمن الحرب، ليس منصة لتسويق العواطف، بل هو لسان الدولة السيادية، يعكس ما تقرره القيادة العليا، بعد مشاورة الأجهزة السيادية والاستخباراتية والأمنية.
وإن خرج خبر من شاشته، فاعلموا أنه مرّ على الأعين الصامتة، والأذان التي تسمع ما لا تسمعونه، والعقول التي تقرأ ما خلف الدخان.
📌 لماذا لم تنتقدوا قنوات العدو؟
المفارقة الغريبة أن هؤلاء الذين ثاروا على التلفزيون القومي لأنه بث خبراً يدين عدوًا حقيقيًا، لم نسمع لهم صوتًا حين خرجت أبواق المليشيا الكاذبة تكذب ليل نهار، وتروّج للاحتلال، وتختلق الانتصارات الوهمية.
• لم ينتقدوا قنوات العدو وهي تستبيح السودان إعلاميًا.
• لم يكتبوا سطرًا واحدًا عن المرتزقة الكولومبيين، ولا عن جواسيس الإعلام الممول، ولا عن حملات تبييض صورة المليشيا في الخارج.
لكن حين ظهر خبر يؤكد ضلوع طرف خارجي في خنق البلاد من الخلف، زمجروا فجأة، وتذكّروا المهنية، وراحوا ينقّبون عن المصادر!
✍🏽 هذا ليس حيادًا.. هذا خذلان
الحرب لا تعترف بمنطقة رمادية.
إما أن تكون مع الوطن… أو مع الضباب.
وأن تهاجم مؤسساتك الوطنية في وقت المعركة، فقط لأنها كشفت خيانة دولية أو مارست حقها السيادي في الإعلان عما يجري في أرضها، فذلك ليس نقدًا مهنيًا، بل جبنٌ مغلف بعباءة الحياد الكاذب.
🗡️ كفى لعبًا على الحبل
أيها السادة الصحفيون…
إن كان لكم من نقد، فاجعلوه سيفًا ضد العدو، لا سوطًا على ظهور رجال الدولة.
وإن كان لكم من غيرة، فلتكن على سيادة بلادكم التي تُخرق بطائرات المرتزقة، لا على بيان من التلفزيون الرسمي.
ولا تجعلوا من خبرٍ كشف خيانة، سببًا لنقمتكم، بل سببًا لتجديد عهدكم مع الوطن.
وإن لم تستطيعوا قول كلمة حق… فاصمتوا، فللصمت وقت يكون فيه شرفاً
في الحرب، لا حياد بين من يحمي البلاد ومن يخترقها،
ولا مجال للبحث عن “مصدر أكثر أناقة” حين يكون الوطن يُذبح بسكاكين مستوردة.
فمن لم يصدّق الميدان… فلينزل إليه.
ومن لم يؤمن بالأجهزة… فليسكت احترامًا لمن لا ينامون لحمايته.
ومن لم يعرف أن الحرب إعلامٌ قبل أن تكون رصاصًا… فليتوقف عن التنظير.
والتاريخ لن يرحم من صمت حين وجب الكلام،
ولا من تكلّم ليُسكت وطنه… إرضاءً لمن يقتله
⛔️العجيب في الأمر حتي الحدث جابت الخبر بتاع الرئيس الكولمبي وحذفت الاماراتيه
الفيديو في التعليقات