مكاوي الملك ✒️ بين فكي التنين والصقر: هل تدفع إسرائيل أمريكا لحرب كبرى لا تُحمد عُقباها؟

في خضم التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل..ومع اقتراب الولايات المتحدة من قرار خطير بالتدخل المباشر..تبرز تحذيرات الخبير الأميركي البارز دانيال بايمن في مقالته الأخيرة بـForeign Policy والتي طرح فيها أربعة أسئلة جوهرية للرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أن يقرر الانخراط في الحرب
ما كشفه بايمن يتجاوز سؤال التوقيت أو طبيعة الضربة..ليركّز على المأزق الاستراتيجي الأوسع: هل يتم جرّ واشنطن إلى حرب لا أهداف واضحة لها ولا نهاية قريبة؟ وهل أصبحت إسرائيل ـ كما يلمّح ـ تستخدم “التهديد الإيراني” كغطاء لاستدعاء تدخل أميركي يعيد رسم خارطة الشرق الأوسط لصالحها..ولو على جثث الشعوب ومصالح الحلفاء!؟؟
1. ما هو الهدف الحقيقي من الحرب؟
يسأل بايمن بوضوح: هل الهدف مجرد ضرب البرنامج النووي الإيراني؟ إذا كان كذلك..فربما يمكن تنفيذ عملية عسكرية محدودة لتأخير التخصيب أو تدمير مواقع مثل “فوردو” تحت الأرض عبر قنابل خارقة … لكن إن كان الهدف هو إسقاط النظام الإيراني..فنحن أمام “مستنقع طويل” يشبه العراق وأفغانستان..وقد تنجرّ أمريكا إلى احتلال طويل أو حرب لا تنتهي ضد أطراف غير نظامية منتشرة في الإقليم
2. كيف سيكون الرد الإيراني؟
يشير بايمن إلى أن الرد الإيراني لن يكون مباشراً من طهران..بل عبر وكلائها في العراق، واليمن، ولبنان. كما أن طهران لن تتردد في استخدام الإرهاب الدولي أو حتى تهديد الملاحة في الخليج… وقد تسعى للانتقام بعد شهور من انتهاء الحرب..عبر عمليات انتقامية ضد مسؤولين أميركيين سابقين أو منشآت مدنية
3. من هم الحلفاء الحقيقيون في هذه المعركة؟
هل دول الخليج مستعدة لتحمل العواقب؟ وهل ستدعم أوروبا تصعيداً قد يطالها؟ ماذا عن روسيا والصين؟ يحذّر بايمن من أن هذه الحرب قد تُسرّع اندماج محور “طهران – موسكو – بكين” لمواجهة الهيمنة الأميركية… خصوصاً وأن بوتين أعلن صراحة أن “العالم يقترب من حرب عالمية ثالثة” وهي رسالة لا يجب تجاهلها
4. ما هي الكلفة الحقيقية؟ وهل الداخل الأميركي مستعد لها؟
بحسب بايمن..فإن الحرب مع إيران ليست ضربة تكتيكية محدودة..بل “استراتيجية طويلة الأمد” تتطلب استنزافاً مادياً..وبشرياً..وسياسياً..كما أن الداخل الأميركي اليوم منقسم..والاقتصاد في حالة ترنّح… والشعب لم يعد مستعداً لمغامرات عسكرية بلا نهاية واضحة…فهل يستطيع ترامب إقناع الكونغرس والرأي العام بجدوى حرب قد تتجاوز آثارها جيله؟
الحرب ليست خياراً… بل فخًّا استراتيجياً
تشير تقارير وول ستريت جورنال إلى أن إسرائيل تخسر يومياً قرابة 285 مليون دولار في عملياتها..وتراهن على تدخل أميركي لموازنة الكفة…أما صحيفة هآرتس الاسرائيلية فقد أكدت أن الهدف الإسرائيلي الحقيقي ليس فقط تحجيم إيران..بل “جرّ واشنطن إلى ساحة المعركة”
فهل أصبحت تل أبيب أداة للضغط على الولايات المتحدة؟ وهل تدرك إدارة ترامب أنها تواجه مفترق طرق سيُحدّد شكل النظام الدولي القادم؟
خاتمة:
في ظل هذا المشهد المعقد..تقف الولايات المتحدة أمام خيارين خطيرين: التهور بالحرب أو الانكفاء بخسارة الهيبة. ومع وجود دعم صيني – روسي صريح لطهران..فإن أي خطأ استراتيجي قد يشعل ساحة الشرق الأوسط بالكامل ويفتح باباً لصراع عالمي
كما ختم دانيال بايمن مقاله بتحذير بالغ الأهمية:
“عليك أن تفكر قبل أن تطلق الرصاصة الأولى… لأنك قد لا تملك قرار الرصاصة الأخيرة.”
✍️ Makkawi Elmalik