مقالات

أبو فاطمة عمار حسن ✒️ زيارة المستشفى للطب النفسي بولاية كسلا… معًا ضد الإدمان

 

في يومٍ من أيام العطاء والوفاء، كان لي شرف زيارة المستشفى للطب النفسي بولاية كسلا، برفقة معالي مدير وكالة سونا للأنباء بالسودان الأستاذ أبو بكر الصديق، والأستاذ الصحفي عبد اللطيف، حيث استقبلنا معالي مدير المستشفى العقيد الدكتورة نوره عبد الرحمن، بابتسامةٍ تفيض بالترحاب، ووجهٍ يختصر معاني الإخلاص والتفاني احسبها كذلك.

لم تكن الزيارة مجرد بروتوكول أو لقاء رسمي، بل كانت رحلةً إنسانيةً تحمل بين طياتها رسالةً سامية، مفادها أن خطر الإدمان والمخدرات لم يعد قضيةً عابرة، بل وباءً صامتًا يزحف في عروق المجتمع، ويهدد حاضر الأمة ومستقبلها. فالمخدرات — على اختلاف أشكالها وألوانها — لا تدمر الجسد وحسب، بل تغتال العقول وتحطم القيم، وهي في أثرها المدمر أشد فتكًا من رصاص الحروب ودخان المعارك.

وما لفت انتباهي، وأثار إعجابي، هو الجهد الجبار الذي يبذله هذا الصرح الطبي، رغم ما يمر به السودان من تحديات جسام، وحصار اقتصادي، وضيقٍ في الموارد، ووطأة حربٍ أكلت الأخضر واليابس. ومع ذلك، يظل المستشفى ثابتًا في أداء رسالته، متمسكًا بخدمة المجتمع، وخاصةً شريحة الشباب، باعتبارهم النبض الحي للسودان الجديد، والراية التي ستعلو في سماء الغد، إن شاء الله.

لقد وجدت في أروقة المستشفى قصصًا عن أملٍ يولد من رحم الألم، وابتساماتٍ تعاند الحزن، وجهودًا طبيةً متواصلة لانتشال المدمنين من هاوية الضياع إلى برّ الأمان. هذا العمل لا يقتصر على العلاج فحسب، بل يمتد إلى التوعية، والإرشاد، وإعادة بناء الإنسان، لأن العقل السليم هو الركيزة الأولى لأي نهضةٍ أو تقدم.

ومن هنا، فإن رسالتي لكل شابٍ سوداني: أنتم الثروة الحقيقية لهذا الوطن، فلا تسمحوا للمخدرات أن تسرق أحلامكم، ولا تمنحوا الإدمان فرصةً ليقود حياتكم نحو المجهول. أنتم اليوم حجر الأساس في صناعة السودان الذي نحلم به… السودان القوي، المتماسك، المزدهر.

إن المعركة ضد الإدمان ليست مسؤولية المستشفيات أو الجهات الرسمية وحدها، بل هي واجبٌ مجتمعي، وأخلاقي، وديني، يشارك فيه كل فردٍ، من الأسرة إلى المدرسة، ومن الإعلام إلى المنابر الدينية، حتى نصل إلى سودانٍ خالٍ من المخدرات والإدمان.

فلتكن هذه الزيارة بدايةً لسلسلةٍ من المبادرات والحملات، ولتكن كلماتنا وأفعالنا سلاحًا نواجه به هذا الخطر الداهم، ولنعمل معًا… من أجل عقلٍ واعٍ، وشبابٍ معافى، ووطنٍ آمن.

 

✍️ أبو فاطمة عمار حسن

📅 بتاريخ الأحد / 10 / أغسطس / 2025م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى