مقالات

مكاوي الملك ✒️ الفضيحة ليست في كذبهم

الفضيحة أن حكومتنا بلا غرف إعلامية توثق جرائمهم وتنشر للعالم في اليوم عشرات الفيديوهات وصور طائراتهم وأسلحتهم ومرتزقتهم التي نملكها بالصوت والصورة! من يترك الميدان الإعلامي يترك العدو يكتب التاريخ… والتاريخ لا يرحم!

من أبوظبي إلى دارفور… تخيل تجار الموت يتهمون الضحية: حين يصنع الممول القاتل تهمة لخصمه

‏الإمارات… من كولومبيا إلى دارفور: حين يتحول الكاذب إلى قاضٍ

‏منذ بداية الحرب على السودان..لم تكتفِ الإمارات بتمويل مليشيا الدعم السريع..بل حولت بلادنا إلى ساحة مفتوحة للمرتزقة من كل أصقاع الأرض: كولومبيون مدربون على القتل في حروب العصابات..مقاتلون من ليبيا وإفريقيا الوسطى وتشاد..وآخرون من دول إفريقية تم شراؤهم بالمال القذر..هؤلاء لم يأتوا لحماية المدنيين أو دعم السلام..بل جاؤوا لينفذوا أجندة إماراتية هدفها تفكيك السودان ونهب موارده وابتزازه سياسياً

‏ما لا يعرفه البعض..أو يتجاهله عمداً..هو أن طائرات الشحن الإماراتية لم تكن تهبط فقط في مطار نيالا أو الجنينة ، بل في مهابط ترابية مجهزة على أطراف مدن دارفور ، تنقل الموت والدمار في حمولات معدّة بعناية: أسلحة..ذخائر..ومسيرات ..معدات اتصال..ومرتزقة..

‏ورغم أن العالم شاهد عشرات الفيديوهات الموثقة لمرتزقة الإمارات ، ورغم أن منظمات دولية أكدت هذه الحقائق..نجد أبوظبي اليوم تصنع عبر أبواقها وغرفها الإعلامية – المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي – فيديوهات موجهة..لتقلب الحقائق وتتهم الجيش السوداني نفسه بجلب المرتزقة من كولومبيا!

‏تخيلوا… المجرم الذي جاء بالليبيين في المثلث وكردفان وبالكولومبيين إلى الفاشر والاثيوبيين والجنوبيين المرتزقة في اراضنيا يتهم الضحية بأنه حليف لعصابات كولومبيا!

‏لكن الكارثة الكبرى ليست في كذب الإمارات – فهي بارعة في صناعة الأكاذيب منذ زمن – بل في صمت وضعف إعلامنا الرسمي…الحكومة التي تملك الأدلة بالفيديو والصوت والصورة..على طائرات الموت الإماراتية ومرتزقتها من كل قارات الأرض..تركت الميدان الإعلامي فارغاً … فملأه العدو برسائله وأكاذيبه

‏الإمارات قتلت ما يقارب نصف مليون سوداني..وشردت الملايين..ودمّرت مدننا..وارتكبت إبادة جماعية في دارفور..واليوم ترتدي ثوب “القاضي” لتحاكم الضحايا وتتهمهم بالإر-هاب…هذه ليست مجرد حرب عسكرية..بل حرب رواية..والله صدقوني من يخسر الرواية يخسر التعاطف الدولي…وربما يخسر معركته بالكامل

‏آن الأوان أن تتحرك الدولة فوراً لإنشاء غرف إعلامية متكاملة في كل مدن السودان وخارج الدولة ..ولو بأبسط التجهيزات..لتوثيق كل جريمة..وكل غارة ..وكل مرتزق..وبثها للعالم بلغاته المختلفة…لأن المعركة الآن ليست فقط في الميدان… بل في العقول..ومن يملك الصورة يملك الحقيقة..ومن يملك الحقيقة يكتب التاريخ

‏التاريخ لا يرحم..وإذا استمر الصمت..فلن يُذكر غداً أن الإمارات قتلتنا… بل سيُكتب أننا كنا “إر-هابيين” يستحقون ما جرى لهم

‏✍️ مكاوى الملك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى