اخبار

” الأصم ” يخرج عن صمته ويعلق علي الحكومة الموازية ! ماذا قال؟

متابعات - السودان اليوم

تابعنا على واتساب
إعلان

متابعات – السودان اليوم  – حكومة الدعم السريع القادمة تفتقر إلى أي رؤية أو مشروع حقيقي، وما ستعلنه في بياناتها الرسمية لن يكون له أي تأثير فعلي. سيظل الدعم السريع يعتمد على قوة مليشياته، والعائدات المالية من تهريب الذهب، والغنائم التي يستولي عليها من المواطنين، بالإضافة إلى الدعم والنفوذ الإماراتي، حيث ستحدد الإمارات لحميدتي ووزرائه ومن تحالفوا معه مسارهم بالكامل.

 

إعلان

ستندرج هذه الحكومة ضمن المشاريع التي تديرها الإمارات في ليبيا واليمن والصومال، والتي تقوم على تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال نهب ثروات الشعوب.

 

 

كما تعمل الإمارات على توسيع نفوذها في المنطقة، مستغلة هذه الصراعات كأدوات ضغط سياسية وإقليمية لتعزيز موقعها كلاعب رئيسي في المشهد الدولي، دون أي اعتبار لنتائج ذلك على استقرار الدول أو معاناة سكانها.

 

إلا أن السودان يختلف عن غيره من الدول، وهو أمر ظهر جليًا منذ اندلاع الحرب. فقد أدى دعم الإمارات للجنجويد إلى تراجع صورتها على مستوى الرأي العام العالمي بشكل غير مسبوق، وهو ما لم يحدث في أي من تدخلاتها السابقة، ومن المرجح أن تستمر خسائرها.

إعلان

 

 

كما أن طبيعة الدعم السريع تجعله مختلفًا عن غيره من الجماعات التي سبق أن دعمتها الإمارات، فهو مليشيا متورطة في أبشع الجرائم، بما فيها الإبادة الجماعية. تأسس هذا التشكيل المسلح في الأصل كأداة لحماية النظام السابق من الانقلابات، لكنه سرعان ما تحول إلى قوة مستقلة ذات طابع عائلي تسعى إلى تراكم الثروة، وتعزيز النفوذ العسكري والسياسي، دون أن يكون لها مشروع واضح.

 

 

 

وخلال الحرب، حاول الدعم السريع الترويج لعدة شعارات متناقضة، مثل ادعاء القتال من أجل الديمقراطية، أو مواجهة ما يُسمى بـ “دولة 56” الظالمة، أو محاربة قبائل محددة، إلا أن جميع هذه المحاولات فشلت، لأن الهدف الأساسي ظل دائمًا إنشاء دولة خاضعة لعائلة حميدتي.

 

الفظائع التي ارتكبها الدعم السريع، سواء في الماضي أو خلال هذه الحرب التي مست حياة كل سوداني، جعلت الرأي العام يتخذ موقفًا أكثر حدة ضد المليشيا، في رفض غير مسبوق لجرائمها وانتهاكاتها.

 

 

ولن تفلح أي محاولات للتجميل أو التبرير، حتى وإن استندت إلى شعارات مستعارة من مشاريع كبرى مثل “السودان الجديد” الذي طرحه الراحل جون قرنق، خاصة بعدما اختار بعض قادة هذه المشاريع تقديم مبررات تحالفهم مع الجنجويد بدوافع تكتيكية. لكن في النهاية، هم لا يهزمون سوى أنفسهم، لأن المبادئ الحقيقية لدولة المواطنة المتساوية، والديمقراطية، والجيش القومي الموحد ستظل أهدافًا يناضل من أجلها السودانيون، وهي ذاتها الأهداف التي قامت الثورة لتحقيقها عبر إسقاط النظام الذي أنشأ الجنجويد ومكّنهم من التمدد داخليًا وخارجيًا.

 

لا يمكن إيقاف الحرب أو تفادي سيناريوهات تقسيم السودان دون تسمية الدول المتورطة بشكل واضح. فالإمارات، ومصر، وإيران، وتركيا، والسعودية، كلها دول تلعب أدوارًا مختلفة في تغذية الصراع بالسلاح والمال، مما حول الحرب إلى حرب بالوكالة، لم يعد للسودانيين، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، أي سيطرة على استمرارها أو إنهائها.

 

وأصبحت هذه الحرب رهينة لمصالح القوى الخارجية التي تسعى إلى تحقيق أهدافها على حساب دماء ومقدرات السودانيين.

 

في النهاية، انهيار السودان لن يكون فقط نتيجة لسلطة الجنجويد الموازية، بل سيكون واقعًا حتميًا إذا لم تتوقف موجة الكراهية التي أججتها الحرب، والتي تستغلها أطراف متعددة لتعميق الانقسامات داخل المجتمع.

 

 

هذه الكراهية، التي تميز بين السودانيين على أساس العرق أو المنطقة أو القبيلة أو الدين، تحرم البعض من حقوقهم، وتحدد من يُعامل كمواطن ومن يُجرد من حقوقه، وتمنح بعض الأرواح قيمة أكبر من غيرها.

 

 

هذه العنصرية لم تولد مع الحرب، لكنها تصاعدت بفعلها، وأصبحت وقودًا لاستمرارها. ومع كل يوم يمر، يزداد التمزق داخل السودان، سواء بوجود حكومة موازية أم لا.

تابعنا على واتساب
إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى